فيما يلي مقتطفات من المحاضرة الرابعة من سلسلة محاضرات "سماحة السيد رشيد الحسيني" حول الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بأهمية حق الناس في سيرة الامام الحسين(ع)":

"بسم الله الرحمن الرحيم. إن الله سبحانه وتعالى جعل علينا واجبات ولنا حقوق وهذه الحقوق على أي حال متاحة. نحن في ما بيننا هناك مجموعة من الوظائف والتصرفات والتعاملات لابدّ أن نحافظ على هذا المحور وهو محور حقّ الناس، كما ورد في الروايات العديدة وفتاوي الاعلام أن حقّ الناس هو أعظم من حق الله.

الله سبحانه وتعالى له الحق عليّ أن أصلّي وواجب عليّ الصلاة أداءً لحق الله لكن لو تركت الصلاة فان الله هو الذي يحاسبني ويكاتبني ويقابلني لأن الصلاة حق من حقوق الله ولكن حقّ الجار من حق الناس وكرامة المؤمنين من حق الناس، كما أنه لايجوز للانسان أن يتصرف في حق إرث أخيه دون رضاه. حق الناس ينبغي اعطاءه وأن يتم دفعه ولو كان على حساب أن تتنازل عن حقك.

نهضة الامام الحسين(ع) تتحلى بهذه المعالم التي نراها حيث كان الامام(ع) یعطي أهمية لحق الناس وكما سمعتم وتسمعون أنه يؤكد الخطباء والمتحدثون عن واقعة الطف أن الحسين(ع) كيف هيّأ لعدوه وجيش عدوه الماء ولم يمنعهم من حقّهم الطبيعي مع أنهم كانوا يقفون أمامه على أي حال ولكن هذا حقّ لابد أن يعطى.

فأيها الأصدقاء، في كل مراحل حياتنا سواء أو كان عندنا مشاريع عامة أو مشاريع خاصة أو كانت قضايا شخصية أو قضايا عامة على أي حال لابدّ أن نراعي شيئاً اسمه حق الناس ولايكون حق الناس مسحوقاً أو مسلوباً بذريعة أنا لديّ مشروع.

حتى المسجد الذي يقع في جوار البيوت لايحقّ له أن يسلب راحة الناس بمكبرات الصوت والأصوات وحق الجار لابدّ أن يحفظ وجار المسجد لابدّ أن يراعى حقه.

نحن لانستطيع أن نتضرع بأن هنا حقي فلابد أن آخذ حقي حتى لو كان على حساب حقوق الآخرين، هذا لايسمح له الاسلام ولاينبغي للمؤمن أن يتخطى حقوق الناس حتى يتحصل على مصالحه الشخصية".
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق.....