و"العنکبوت" هي السورة الـ 29 للقرآن الکریم لها 69 آیة وتصنف في الجزئين الـ 20 و الـ 21 فی القرآن الکریم إنها سورة مکیة وترتیبها الـ 85 بحسب ترتیب النزول على النبي محمد(ص). 

وسميت "سورة العنكبوت" لأن الله ضرب العنكبوت فيها مثلاً للأصنام المنحوتة، والآلهة المزعومة، كما جاء في الآیة 41 من سورة العنکبوت المبارکة "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" حیث إعتبر البارئ عز و جل مثل الذین إتخذوا من دون الله أولیاء کـ مثل بیت العنکبوت وهو أوهن البیوت. 

وجاء في تفسیر الآیة الکریمة أن الله تعالی وصف الأصنام التي یعبدها الکفار ببیوت العنکبوت لیؤکد عبثیتها وعجزها عن نجاة البشر. 

وتتحدث هذه السورة عن "محنة الأنبياء" وما لاقوه من شدائد وأهوال في سبيل تبليغ رسالة الله، بدءاً بقصة نوح، ثم إِبراهيم، ثم لوط، ثم شعيب، وتتحدث عن بعض الأمم الطغاة والأفراد المتجبرين كعاد، وثمود، وقارون، وهامان وغيرهم وتذكر ما حلَّ بهم من الهلاك والدمار.

إن الآيات الابتدائية لهذه السورة تتناول موضوع الابتلاء وحالة المنافقين، وهاتان المسألتان مرتبطتان ببعضهما البعض، لأنه لا يمكن التعرف على المنافقين إلا بالابتلاءات الإلهية.

وللسورة محاور عدیدة جاء في قسم السورة إشارات وشرح لمبدئ التوحید وآیات الله ومحاربة الشرك والکفر. 

وتشير الآيات الأخيرة من سورة "العنكبوت" المباركة الى ضعف وعجز الآلهات المزيفة والمصطنعة بحيث أنها على الرغم من صلابتها ومقاومتها في الظاهر إلا أنها غير قادرة على تلبية الرغبات أو مقاومة المصاعب والمشاكل كما أنها تتحدث عن عظمة القرآن والأدلة التي تثبت حقانية النبي محمد(ص).