إن سورة الحمد(الفاتحة) هي مطلع القرآن الکریم ووصفت بـ "أم الكتاب" کما تُعرف بأفضل سور القرآن الکریم، وذلك لأن الله قدرها في الآیة 87 من سورة "الحجر" المبارکة "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" بالقرآن العظيم(کل المصحف الشریف) وهي السورة التي یجب تلاوتها عند کل صلاة ولا یمکن إستبدالها بسورة أخری.

الرحمة الإلهیة

وتبدأ سورة الحمد بوصف البارئ عز وجل بـ الرحمن الرحیم " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وقد وصف الله نفسه بهاتين الصفتین مرات عدیدة. 

وقد قیل في الفرق بینهما "أن الرحمن تعني کثرة الرحمة الإلهیة وشمولها لجميع عباده من المؤمنین والکافرین والرحیم تعني الرحمة الخالدة والنعمة الدائمة التي یؤتیها الله عباده المؤمنین."(المیزان) 

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:  "إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلّ مائَةَ رَحْمَة، وَإِنَّهُ أَنْزَلَ مِنْهَا واحِدَةً إِلَى الأَرْضِ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَ خَلْقِهِ، بِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَيَتَرَاحَمُونَ، وَأَخَّرَ تِسْعاً وَتِسْعِينَ لِنَفْسِهِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".(مجمع البیان) 

طبعاً من الواضح أن عدّ الرحمات الإلهیة(100 رحمة) یهدف إلی تقریب الموضوع إلی الذهن لأن الرحمة الإلهیة لا تُعد ولا تُحصی. 

الصراط المستقیم 

والصراط المستقیم هو الطریق المضیئ والمتسع والسهل الذي لا إعوجاج فیه والمقصود به في الآیات القرآنیة هو دین التوحید ودین الحق هو الإمتثال لأمر الله. 

بالإضافة إلی الآیة السابعة من سورة الحمد(الفاتحة) تفید الآیة 161 من سورة "الإنعام" المباركة "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا". 

ویعبر الله سبحانه وتعالی في الآیة الـ59 من سورة النساء عن الصراط المستقيم بطاعة الله، ورسوله وأولى الأمر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".