فيما يلي مقتطفات من المحاضرة الخامسة من سلسلة محاضرات "سماحة السيد رشيد الحسيني" حول الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بالدور المشرف للسيدة الزينب(س) في قضية الاعلام وفضح البيت الأموي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

"فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَیْحَانَةٌ وَلَیْسَتْ بِقَهْرَمَانَة" كما ورد عن سيد الأنبياء والمرسلين، وقد أوصى بالمرأة خيراً ومنع ظلمها ومنع الجور عليها ومنع الخشونة معها. ولكن لايعني ذلك أن المرأة لاتتحمل المسؤولية الاجتماعية. المرأة هي في واقع الحال نصف المجتمع وتتحمل مسؤولية كبيرة في إدارة المجتمع وتربية الأجيال والمرأة هي نواة حقيقية للأسرة. 

والاسرة اذا كانت مهذبة ومؤدبة فالمجتمع سيكون مؤدباً ومهذباً وكل ذلك يرجع الى المرأة في المجتمع والأسرة وهذا وجدناه بشكل واضح في تاريخ الاسلام أن الرسول(ص) كم أعطى للسيدة فاطمة(س) منزلة، مكانة وعظمة حتى يعطي الايعاز من المجتمع الذكوري على أن المرأة يمكن أن تتفاضل وتفضل على الرجال في كثير من الأحيان ولابد للانسان أن يفهم أن المرأة لها قيمة وكرامة وعزة.

ولذلك نجد أن السيدة الزهراء(س)  قامت بمسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن حقوق أميرالمؤمنين(ع) وفي قضية فدك، وفي قضية سقيفة وبينت الأمور ومواطن الخلل وألقت الحجة على الأمة باستنكارها ووقوفها وبكاءها وما الى ذلك من الخطوات التي أدت الى استشهادها من الأسف وابنتها زينب الكبرى في كربلاء قامت بأمر انصافاً ان لم يكن هذا الأمر أعظم من نفس واقعه كربلاء وهو لايقل عنه.

وقضية الاعلام وقضية فضح البيت الأموي وبيان المظلومية في خطبتها المعروفة في الكوفة والخطبة المشهورة في الشام ووقفتها مع أخيه الحسين(ع) هذا كلها مؤشر على ان المرأة يمكن لها أن تكون رائدة في انجاح المشاريع الجوهرية الاستراتيجية في الاسلام.

وقامت زينب الكبرى(س) بدور عظيم حتى أنها عرّفت الاسلام والمسلمين على أن ما جرى في كربلاء ما هو؟  وما هي مستوى الخطورة التي أقدمت عليها سلطة بني أمية. 

ولابد أن تكون المرأة المسلمة الصالحة المتدينة أن تكون لها بصمة واضحة في جملة العمل الديني والاجتماعي وهذه المقولة التي تسمعونها أن المرأة المسلمة لابد تجلس في بيتها، هذا قد يراد به نوع من وأد دور المرأة المشرف لابد أن تكون المرأة المسلمة مربية عالية، وزوجة صالحة، وأماً واعيةً وفي نفس الوقت الأخت الحامية لأخيها في مواطن المواجهة والخلل والخطر. 

والمرأة المسلمة لابد لها من الحضور سواء كانت في الشعائر الحسينية أو مسيرة الأربعين أو في أي مشروع تربوي وديني واعلامي لابد أن تترك لها أثراً ولكن مع العفة والحجاب والاتزان وهذه القضايا الثلاثة مهمة في حركة المرأة المسلمة في جملة المشروع الاسلامي".