ایکنا

IQNA

قارئ لبناني لـ"إکنا":

دراسة التجويد تُنشأ علاقة خاصة وألفة مع خطّ القرآن

12:54 - April 15, 2023
رمز الخبر: 3490494
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ اللبناني "هشام عبدرالرضا" إن دراسة التجويد تُنشأ علاقة خاصة وألفة مع خطّ القرآن الكريم، وبالتالي مع اللغة والنحو والصرف خاصة بعد الإطلاع على القراءات المتعددة للنص القرآني.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز "هشام عبد الرضا".

وبدايةً عرّف القارئ "هشام عبد الرضا" عن نفسه قائلاً: "أنا من مدينة صور، مواليد العام 1973 م. قبل العام 1998 لم تتجاوز علاقتي مع القرآن الكريم أكثر من قراءته ككتاب عادي متوخياً الأجر والثواب فقط".

وأضاف: "لكن في ذلك العام وفقّني الله للتعرف على علم التجويد من خلال كُتيب صغير مختصر عن هذا العلم، والحقيقة أنني مازلت أحتفظ بهذا الكتاب حتى الآن، فجذبني وحفزني للتعرف أكثر على علم التجويد كوني أدركت بعد الإستماع إلى بعض القراء أنني لن أستطيع التقدم أكثر لوحدي".

وتابع القارئ حديثه قائلاً: "المعروف أن علم التجويد علم يتلقى بالمشافهة لا بالقراءة مهما طالعت من الكتب إلى أن صرت أتتبع كيف أستطيع الإنتساب إلى دورة ما، فوفقني الله مجدداً للإنتساب إلى ذلك مع أستاذي الأول المرحوم الشيخ "علي مسلماني"(رحمة الله عليه) ضمن الأنشطة والدورات التي تنظمها جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد".

وأضاف القارئ "هشام": ومن هنا كانت بداية المسيرة بتوفيق الله ورعايته، فتتوجت الدراسة بفضل الله بعد عدة دورات وأنشطة قرآنية بنيلي المرتبة الأولى في دورة إعداد المدرسين في عام 2004 ومن ثم الحصول على إجازة في القراءة والإقراء من أستاذي الجليل الحاج "عادل الخليل" حفظه الله تعالى".

وأوضح هشام عبدالرضا: "خلال هذه الفترة كنت أطور مهاراتي على مستوى النغم والمقام فكانت لي مشاركات فيما بعد ببعض المسابقات المحلية والمناسبات والأمسيات القرآنية، ومنذ ذلك الحين كان لي عدة مشاركات كحكم ضمن لجان التحكيم في تصفيات المناطق ضمن المسابقات القرآنية التي تقيمها جمعية القرآن الكريم، هذا بالإضافة إلى المشاركة في بعض الأنشطة وتقديم عدة دورات في التجويد ضمن منطقة صور ومحيطها".

وفي معرض رده على سؤال حول إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟ أجاب: "لاشك ولا ريب أنه على المستوى الشخصي، فإن تجربتي مع القرآن كما ملاحظتي لتجارب كافة الإخوان المهتمين بهذا العالَم الرباني، فإن تغيراً جذرياً ينشأ لدى الفرد فيشعر وكأنه انتقل الى مساحة جديدة في شخصيته، فيتسم بالوقار والهدوء بما يتلاءم مع وضعه كقارئ للقرآن، ويزيد اهتمامه في العمل بالإحتياط وتوخي التقوى ما استطاع الى ذلك سبيلاً مدفوعاً بشكل مستمر بما يرافقه دوماً من قيم وعبر وقصص ومفاهيم من خلال مواظبته على قراءة القرآن الكريم".

وعندما سئل القارئ "عبد الرضا" كيف يكون القارئ رسول القرآن أي المبلغ؟ قال :بالسعي دوماً ليكون مصداقاً للمفاهيم القرآنية ومطبقاً لها خاصة من يقرن تلاوته بالتدبر والتفسير ولو بالإجمال. فعليه أن يسعى جاهداً ليكون قدوة ومثالاً يحتذى، وكذلك من خلال نقل ما تعلمه من علوم القراءة والتفسير والنغم أيضاً إلى الآخرين وأن يعتبر نفسه مكلفاً بذلك، فبالقرآن تحيا النفوس.

وعن الأمثلة والقصص الواقعية التي حصلت معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ قال القارئ "هشام عبد الرضا" في الحقيقة لا أستطيع أن أذكر حادثة أو مناسبة بعينها، ولكنني دائماً وأبداً أجد نفسي مستشهداً بالآيات المناسبة أو مستعيناً بالمفاهيم القرآنية في أي موقف فيه إصلاح ذات بين أو في مواجهة خاصة تتطلب ضبط النفس.

وعن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحل مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب القارئ "هشام" لا شك بأن الإنسان يميل الى الموسيقى واللحن السليم الخالي من النشاز ويأنسه. وهذا من سليقته وطبعه ولطالما كان موجوداً بأصوات الطبيعة حولنا. شخصياً أرى وأعمل دوماً مع الطلبة والإخوان للوصول إلى القراءة بإحساس يحرك أحاسيس المستمعين من خلال الألحان والنغمات وذلك من خلال تطبيق المقامات على معاني الآيات الشريفات، فكون المقامات لها صفات من الحزن والفرح والفخر والحسرة الخ... ، وعلى القارئ التركيز على ذلك وأن يبتعد كل البعد عن خطر الإستعراض بالصوت والنغم والتطريب على حساب التطبيق، وهو ما يزيد خطره عليه كلما زادت موهبته ولم يستطع لجمها.
دراسة التجويد تُنشأ علاقة خاصة وألفة مع خطّ القرآن
وأضاف القارئ "هشام عبد الرضا" بعبارة أخرى، بما أن قراءة الآيات تكون بالمقامات الشرقية نفسها التي تغنى بها الأغنيات، فعلى القارئ أن يبقى واعياً ومدركاً بأنه يقرأ كلام الله ويستعمل النغم كوعاء يصبه فيه فيحمل به المعنى بما يناسب الآية من المقام النغمي، فالنغم والمقام غايته حمل المعنى على جناحه ليوصله القارئ الى قلوب المؤمنين، فالقارئ البارع المتزن والخبير يهمه ذلك جداً، فيراعي ذلك أيما مراعاة بل يكون آخر همه استعراض مقدرته الصوتية والنغمية، هذا الى جانب حرصه على مراعاة أحكام الوقف والإبتداء للوصول الى أقصى درجات تصوير المعنى وتجسيد الصورة أو المفهوم المراد من الآية.

وأوضح القارئ "هشام عبد الرضا" إذا حقق القارئ تلك الشروط الى جانب الصوت الحسن والإحساس، أنس المستمع بالقرآن واستغنى به عن كل لحن سواه، ونجح القارئ بذلك في جذب الناشئة من المؤمنين والمؤمنات فيقدم التنغيم بالآيات كبديل عن الألحان والموسيقى والغناء المحرم، وهذا مجرب مع الكثير من الاخوة والأخوات، وهنا أنوه بأنه لا بد للقارئ أن ينبه الشباب ويعمم هذا المفهوم حيثما وفقه الله لذلك.

وفي إجابته عن تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال كتابة النص والصياغة والقراءة والفصاحة من خلال القرآن الكريم؟ أكد لنا القارئ "هشام عبد الرضا" أن دراسة التجويد تنشأ علاقة خاصة وألفة مع خط القرآن الكريم وبالتالي مع اللغة والنحو والصرف خاصة بعد الإطلاع على القراءات المتعددة للنص القرآني، كما يكتسب القارئ ثقة وفصاحة في قراءة الأدعية والنصوص وحتى الشعر، فللتجويد كعلم علاقة طردية مع تطور الفرد على مستوى اللغة عامة والنحو خاصة، فتتطور قدراته بمقدار تعمقه بعلم التجويد وتحديداً بتفاصيل مخارج الحروف وصفاتها.

captcha