ایکنا

IQNA

كيف أصبحت ماليزيا مركزاً للصكوك الاسلامية

17:19 - December 15, 2021
رمز الخبر: 3483819
كوالالمبور ـ إکنا:ت ماليزيا دورًا كبيـرًا فـي كونها مركزًا للتمويل الإسلامي؛ حيـث قامـت بدعم نمو السـندات أو الصـكوك الإسـلامية، وسـاعدت علــى تجميــع مصــادر غيــر تقليديــة لـــرأس المـــال طويلـــة المـــدى فـــي الأســـواق الماليــــة.

وتُعــدُّ أســواق ســندات العملــة المحليــة ذات صـــــــــــلة بأســـــــــــواق البلـــــــــــدان الصـــــــــــاعدة والاقتصــادات الناميـــة، لـــيس فقـــط لتنميـــة الدولـــة، وإنمـــا أيضًـــا لتعزيـــز المرونـــة أثنـــاء مواجهــة الأزمــات الخارجيــة. يؤكــد آخــر تقريــر صدر عـن البنـك الـدولي عـن سـوق السـندات المحليــــة فــــي ماليزيــــا، صــــحة العديــــد مــــن اللبنـــات اللازمـــة لتطـــوير أســـواق الســـندات المحلية.

وتُعدُّ ماليزيا إحدى بلدان الاقتصادات الناشئة القليلـة التـي نجحـت فـي تحقيـق سـوق كبيـرة للسندات الحكومية، ويؤكد ذلك حجم سـوق الســــندات المحليــــة الــــذي يقــــارب ٩٨ %مــــن النــــاتج المحلــــي الإجمــــالي، واحــــتلال الــــبلاد المرتبــة الثالثــة فــي حجــم هــذه الســوق فــي قـارة آسـيا، خلـف الأسـواق المتطـورة؛ مثـل: اليابان، وجمهورية كوريا.

وترجع جذور نجاح ماليزيـا إلـى أواخـر ثمانينـات وتسعينات القرن الماضـي؛ عنـدما بـدأت فـي تطــوير أســواقها مــن الســندات والصــكوك التقليديــــة؛ لــــدعم تمويــــل أهــــداف التنميــــة الماليـة، وزيـادة إشـراك القطـاع الخـاص فـي التنمية الاقتصادية.

الآن، تقــــف هــــذه الســــوق كمحفــــز تنمــــوي رئيس من خـلال تـوفير تمويـل طويـل المـدى بالعملــة المحليــة للقطــاع الحقيقــي (Real Sector)، وكــذلك للقطاعــات الرئيســة؛ مثــل قطاعات البنية التحتية، والإسكان.

وتحتل ماليزيا المرتبـة 21 مـن إجمـالي 137 دولـة من حيث جودة البنية التحتية، مستفيدة مـن التمويـــــل الهائـــــل طويـــــل الأجـــــل بالعملـــــة المحليــــة لهــــذه المشــــروعات مــــن ســــوق الســــندات. يـــذكر أن ســـندات تمويـــل مشروعات البنية التحتية في ماليزيا، شـكلت مـــا يصـــل إلـــى 26 %مـــن إجمـــالي الســـندات المصدَرة بين عـامي 1993 ـ 2019 وخـلال العقـد الماضــي، مولَــت ســوق الســندات مــا يقــارب ٤,٣ مليـــــارات دولار ســــنويًا فــــــي قطاعــــــات الكهرباء، والغاز، والمياه.

كما انعكســــت قــــدرة ماليزيــــا جليُّـا فــــي تطــــوير أقسام معينة في سوق الدين في قطاعـات البنية التحتية والتمويل الإسـلامي؛ حيـث إنـه، مقارنـــةً بنـــاتج الـــدخل القـــومي، تُّعـــدُّ ســـوق ســـندات تمويـــل المشـــروعات إحـــدى كبـــرى الأسواق في العالم.

بالإضافة إلى ذلك، أدت ماليزيا دورًا كبيـرًا فـي كونها مركزًا للتمويل الإسلامي؛ حيـث قامـت بدعم نمو السـندات أو الصـكوك الإسـلامية، وسـاعدت علــى تجميــع مصــادر غيــر تقليديــة لـــرأس المـــال طويلـــة المـــدى فـــي الأســـواق الماليــــة، لا تخــدم فقـــط احتياجات المستثمرين الإسلاميين، وإنما تجـذب أيضًـا المســـــتثمرين التقليـــــديين؛ مثـــــل صـــــناديق التقاعد.

وفــــي يونيــــو ٢٠١٧، أطلقــــت ماليزيــــا أول صــــك لتمويــل المشــروعات الخضــراء فــي العــالم والتـــي (Green Project-Finance Sukuk) تمول إنشاء مرافق توليد الطاقة المتجددة.
 
بقلم الباحث: ياسرصحصاح 

المصدر: elkanananews.com
captcha